ذكر العبد بقدر تقواه

إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة,كم من مؤمن بالله عز وجل
يحترمه عند الخلوات,فيترك ما يشتهي حذرا من عقابه,أو رجاء
لثوابه,أو إجلالا له,فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودا هنديا
علي مجمر,فيفوح طيبه,فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين
هو.وعلي قدر المجاهدة في ترك ما يهوي تقوي محبته,أو علي
مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب,ويتفاوت

تقاوت العود,فتري عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم
تمدحه,ولا يعرفون لما!ولا يقدرون علي وصفه لبعدهم عن
حقيقة معرفته.وقد تمتد هذه الأراييح بعد الموت علي
قدرها,فمنهم من يذكر بالخير مديدة,ثم ينسي,ومنهم من يذكر

مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره,ومنهم أعلام يبقي ذكرهم
أبدا.وعلي عكس هذا من هاب الخلق ولم يحترم خلوته
بالحق...فإنه علي قدر مبارزته بالذنوب,وعلي مقادير تلك
الذنوب,يفوح منه ريح الكراهة,فتمقته القلوب,فإن قل مقدار ما

جني,قل ذكر الألسن له بالخير,ةوبقي مجرد تعظيمه,وإن كثر

كان قصاري الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا

يذمونه...ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هفوة شقوة في
عيش الدنيا والاخرة,وكأنه قيل له:ابق بما اثرت.فيبقي أبدا في
التخبيط...فانظروا إخواني إلي المعاصي أثرت وعثرت.قال أبو

الدرداء رضي الله عنه:إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالي فيلقي

الله بغضه في قلوب المؤمنين وهو لا يشعر...فتلمحوا ما
سطرته,واعرفو ما ذكرته,ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم,فأن
الأعمال بالنية,والجزاء علي مقدار الإخلاص...من كتاب صيد
الخاطر وجزاكم الله خيرا أسألكم الدعاء

شكرا على المجهود

» ماهو العبد الصالح الخضر ! ولماذا لقب بالخضر